ما هي اللغة التي يتكلم بها الله عز وجل يوم القيامة لعباده ؟
ما هي اللغة التي يتكلم بها الله عز وجل يوم القيامة لعباده ؟
انت في الصفحة 2 من صفحتين
قال تعالى ” وَنَادَيْنَاهُ مِن جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا”، وتظهر في السورة السابقة أن الله سبحانه وتعالى يناجي وينادي موسى عليه السلام، ومن ثم فأن المناجاة والمناداة لا تحدث إلا بالصوت.
هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى (15) إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى “
احاديث الرسول صلى الله عليه وسلم
يقول الله سبحانه وتعالى ” يُحْشَرُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، أَوْ قَالَ: الْعِبَادُ عُرَاةً غُرْلًا بُهْمًا، قَالَ: قُلْنَا: وَمَا بُهْمًا ؟ قَالَ: لَيْسَ مَعَهُمْ شَيْءٌ، ثُمَّ يُنَادِيهِمْ بِصَوْتٍ يَسْمَعُهُ مِنْ قُرْبٍ: أَنَا الْمَلِكُ، أَنَا الدَّيَّانُ، وَلَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ أَهْلِ النَّارِ أَنْ يَدْخُلَ النَّارَ، وَلَهُ عِنْدَ أَحَدٍ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ حَقٌّ حَتَّى أَقُصَّهُ مِنْهُ، وَلَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ أَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ وَلِأَحَدٍ مِنْ أَهْلِ النَّارِ عِنْدَهُ حَقٌّ حَتَّى أَقُصَّهُ مِنْهُ، حَتَّى اللَّطْمَةُ، قَالَ: قُلْنَا: كَيْفَ وَإِنَّا إِنَّمَا نَأْتِي اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ عُرَاةً غُرْلًا بُهْمًا ؟ قَالَ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ )).
ومن قول رسول الله في الحديث السابق نستنتج أن الله سبحانه وتعالى سوف يحشر العباد معا، وقد شاور في النص إلى أهل الشام، وكانوا عراة، فسأله ما خطبهما قال أنه ليس معهم شيئا من الحسنات، فينادي الله سبحانه وتعالى بصوت عالٍ يسمعه البعيد مثلما يسمعه القريب.
ويقول أنا الملك وأنا الديان، فليس هناك أحدا من أهل الجنة قد يدخل الجنة وقد ظلم أحدًا من أهل الڼار، وبالمثل لا يجب لأحدًا من أهل الڼار أن يدخل الڼار، وله أحدا من أهل الجنة يطالبه بمظلمة، فلا يأتي لأحدًا من العباد شيئًا إلا بمعادلة الحسنات والسيئات وذلك بالطبع يدل على حديث الله مع العباد باللغة العربية..
وفي حديثا آخر، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم ((يقول الله عز وجل يوم القيامة: يا آدم، فيقول: لبيك وسعديك)) زاد في رواية: ((والخير في يديك)) ((فينادى بصوت: إن الله يأمرك أن تخرج من ذريتك بعثًا إلى الڼار، قال: يا رب، وما بعث الڼار؟ قال: من كل ألفٍ تسعمائة وتسعة وتسعين، فحينئذٍ تضع الحامل حملها، ويشيب الوليد، وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عڈاب الله شديد)).
وفي ذلك الحديث، بيان أن الله سبحانه وتعالى أن الله يتحدث إلى سيدنا آدم ويأمره بأن يخرج من ذريته أناسا يدخلون الجنة وأناس يدخلون الڼار.
حديث الله مع أهل الجنة
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَقُولُ لِأَهْلِ الجَنَّةِ: يَا أَهْلَ الجَنَّةِ؟ فَيَقُولُونَ: لَبَّيْكَ رَبَّنَا وَسَعْدَيْكَ، فَيَقُولُ: هَلْ رَضِيتُمْ؟ فَيَقُولُونَ: وَمَا لَنَا لاَ نَرْضَى وَقَدْ أَعْطَيْتَنَا مَا لَمْ تُعْطِ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ، فَيَقُولُ: أَنَا أُعْطِيكُمْ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ، قَالُوا: يَا رَبِّ، وَأَيُّ شَيْءٍ أَفْضَلُ مِنْ ذَلِكَ؟ فَيَقُولُ: أُحِلُّ عَلَيْكُمْ رِضْوَانِي، فَلاَ أَسْخَطُ عَلَيْكُمْ بَعْدَهُ أَبَدًا ).
هل يكلم الله الكفار
من نعم الله على المؤمنين أن جعلهم يتحدثون ويرون الله يوم القيامة، وقد حرم ذلك على الكافرين، حيث يقول الله تعالى” إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا ۙ أُولَٰئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ “.
وتدل الآية السابقة على سخط الله للذين كفروا، وأنه لمن أشد العڈاب، أن لا يكلمهم الله ولا يتحدث إليهم، ولا يكون لديهم القدرة لرؤيته.