قصة أصفهان
قصة أصفهان
ومع الوقت فضل عبد الجواد على الحال ده، لحد ما في ليلة من الليالي خد بعضه وخرج يتمشى برة الاسطبل، كان سارح وشارد في همه وأحزانه، رجله فضلت ساحباه لحد ما وصل عند مكان متطرف في البلد.. المكان ده ماكنش فيه أي مباني غير مبنى واحد بس، بيت صغير كده من دور واحد، لما تعب عبد الجواد من المشي قعد على المصطبة الأس.منت اللي قصاده، قعد ياخد نَفسه ويبص للنجوم في عز الليل وهو بيكلم نفسه وبيدعي ربنا إنه يمو.ت عشان يرتاح من الهم والحزن اللي بقى عايش فيهم، وفي لحظة قطڠ صوت تفكيره مع نفسه صوت باب البيت وهو بيتفتح، بص عبد الجواد ناحية الباب، وساعتها لقى راجل عجوز خرج منه، كان لابس عِمة كبيرة وجلابية رمادي، ملامحه جامدة وقوية.. تشبه كتير لحياة عبد الجواد ومآساته اللي عايشها، بص الراجل لعبد الجواد وقب.ل ما يقول له أي حاجة، اتكلم هو وقال له..
بص له الراجل بتركيز اوي من فوق لتحت، اتفحصه كويس، وبعد ما خد باله من لبسه الغالي وريحته النضيفة اللي كانت عكس ريحة الراجل وبيته، ابتس.م ودخل للبيت وعيون عبد الجواد معاه، ثواني ورجع وهو في إيده قُلة مايه، ناولها لعبد الجواد وهو بيقوله..
-اشرب..
خد عبدالجواد القُلة منه وشرب، وقتها كان الراجل قعد جنبه وقال له وهو باصص للأرض الفاضية اللي قصاد البيت..
-طالما رجلك جابتك لحد هنا يبقى ما.تعرفنيش، ولأنك ما.تعرفنيش.. فانت اتكلمت معايا عادي وماخوفتش مني.
-واخاف منك ليه.. انت من المطاريد؟!
ابتس.م الراجل بخب.ث..
-المطاريد!.. المطاريد دول غلابة، عيال عايشين زي الفيران في الجبل، بيطلع عين اللي خلفوهم عشان لقمة ناشفة، إنما انا بقى.. فانا اللي ناس بتخاف بس من ذكر أس.مه، سيرتي لما بتيجي وسط المجالس الكل بيسكت، ولما بس بيتعرف في يوم إن انا نازل البلد.. النسوان بيخبوا عيالهم، والرجالة بيتحبسوا في بيوتهم زي ما المطاريد اللي انت بتقول عليهم دول بيتحبسوا في الجبل.
زاد استغراب عبد الجواد، لكنه المرة دي كان استغراب بخۏف خلاه يبلع ريقه وهو بيسأله..
-طب انت.. انت مين؟!
سكت الراجل لثواني وبعد كده جاوبه وهو باصص للس.ما..
-الشيخ الدرملي.. ماس.معتش عني قب.ل كده؟!
رَفع عبد الجواد كتافه..