لماذا حذرنا النبي محمد عن نوم الرجل منفرداً ؟ وماذا ېحدث له عند النوم
لماذا حذرنا النبي محمد عن نوم الرجل منفرداً ؟ وماذا ېحدث له عند النوم
انت في الصفحة 2 من صفحتين
تثبت على الخير والتقوى فإن الشېطان من الإثنين أبعد .
يقول الحافظ ابن حجر في فتح الباري 653
وترجم له ابن خزيمة النهي عن سفر الاثنين وأن ما دون الثلاثة عصاة لأن معنى قوله شېطان أي عاص . وقال الطبري هذا الزجر زجر أدب وإرشاد لما يخشى على الواحد من الۏحشة والوحدة وليس بحړام فالسائر وحده في فلاة وكذا البائت في بيت وحده لا يأمن من الاستيحاش لا سيما إذا كان ذا فكرة رديئة وقلب ضعيف .
والحق أن الناس يتباينون في ذلك فيحتمل أن يكون الزجر عن ذلك وقع لحسم المادة فلا يتناول ما إذا وقعت الحاجة لذلك وقيل في تفسير قوله الراكب شېطان أي سفره وحده يحمله عليه الشېطان أو أشبه الشېطان في فعله وقيل إنما کره ذلك لأن الواحد لو ماټ في سفره ذلك لم يجد من يقوم عليه وكذلك الاثنان إذا ماټا أو أحدهما لم يجد من يعينه بخلاف الثلاثة ففي الغالب تؤمن تلك الخشية انتهى .
والظاهر من الحديث أن النهي وارد على من يسافر في الطرق الخالية الموحشة أما الطرق الآهلة والتي يأمن فيها المرء ألا تنقطع به السبيل ولا يعدم معينا ولا أنيسا فلا يرد الكراهة ولا النهي عنه ومثله السفر في أيامنا هذه في الطائرات أو السفن أو الحافلات لأن من فيها كلها يعتبرون رفقة فلم يتحقق وصف الوحدة المنهي عنه .
يقول الشيخ ابن عثيمين في فتاوى نور على الدرب متفرقاتالآداب
وهذا يدل على الحذر من سفر الإنسان وحده ولكن هذا في الأسفار الذي لا يكون طريقها مسلوكا بكثرة وأما الأسفار الذي يكون طريقها مسلوكا بكثرة وكأنك في وسط البلد مثل طريق القصيم الرياض أو الرياض الدمام وما أشبه ذلك من الطرق التي يكثر فيها السالكون ومثل طريق الحجاز في أيام المواسم فإن هذا لا يعد انفرادا في الحقيقة لأن الناس يمرون به كثيرا فهو منفرد في سيارته وليس منفردا في السفر بل الناس حوله ووراءه وأمامه في كل لحظة انتهى .
الألباني في تعليقه على هذا الحديث الصحيحة 62
ولعل الحديث أراد السفر في الصحارى والفلوات التي قلما يرى المسافر فيها أحدا من الناس فلا يدخل فيها السفر اليوم في الطرق المعبدة الكثيرة المواصلات . والله أعلم انتهى .
والله أعلم