رواية أطفال المقةةبرة كاملة جميع الفصول
بلدنا كانت مبنية بطريقة مختلفة شوية، كنت عشان توصل للمخرج بتاعها لازم تعدي على المق1بر نفسها، وكان فيه شارع صغير قاسم المق1بر نصين كنا بنعدي منه ونكمل للطريق السريع، وفي النهاية قررت أروح اقعود على القهوة اللي على مدخل البلد شوية، وفعلا روحت قعدت حوالي ساعتين بس محستش بأي فرق يُذكر وقررت أرجع من تاني..
ووانا راجع كانت البلد زادت صمت وبقيت تسمع صوت خطواتك وانت ماشي، لحد ما وصلت لشارع المق1بر اللي بعدي من خلاله عشان أكمل لبيتي، ووسط سرحاني وشرودي سمعت صوت همس غريب جاي من قلب المق1بر، كأن فيه حد بيوشوش حد، وقفت مكاني وكتمت أنفاسي عشان أسمع الصوت كويس بس مقدرتش أميز أي حاجة، قررت أكمل مشي عشان أسمع من تاني صوت الوشوشة بس كان وكأن في وداني
"بابااااااااااا"
حسيت ان جسمي كله اتنفض، الصوت كان واضح تماما، وكأن اللي بيتكلم على جسمي، وكأني شايل طفل صغير، بس بعدها الصوت بدأ يبعد من تاني، وبدأ يردد تاني
"باباااااااا"
"بابااااااااااا"
حسيت انه بيستدرجني عشان أدخل لقلب المق1بر من جوة، بس مقدرتش من الخوف، وخرجت بسرعة من المكان وانا قلبي بيدق وبتنفس بخوف شديد، ورجعت شقتي وانا بحاول أتمالك أعصابي واعتبرت ان كل اللي شوفته ده كان مجرد وهم وخلاص، بس الغريب اني حتى لما نمت بدأت أسمع من جديد الصوت بيتردد في أحلامي
"بابااااااااااااا"
"باباااااااااااا"
وشوفت نفسي واقف في أرض فاضية وفيه طفل صغير واقف قدامي وعمال يعيط بهيستريا، قربت منه في الحلم وانا مُشفق عليه جدا، طبطبت على ضهره وسألته:
- بتبكي ليه يا حبيبي
لقيته وقتها بص ناحيتي وقال:
- بابااااااااا
وقام عاضض بسنانه بكل عنف على كف ايدي، صحيت من نومي مذعور وانا حاسس بوجع شديد في كف ايدي، ووسط خوفي ده بدأت أسمع صوت حاجة بتزحف تحت السرير، جسمي كله وقتها اترعش ومقدرتش أقوم من مكاني أبدا، مسكت الموبايل وشغلت قرآن لحد ما الصوت اختفى وكل حاجة رجعت طبيعية..
بس الغريب ان تاني ليلة وقبل ما انام بدأ الصوت من تاني أسمعه
"باباااااااا"
كان بيتردد زي صدى الصوت وجاي من بعيد أوي، بصيت وقتها من شباك الاوضة وحاجة قالتلي ان الصوت جاي من المق1بر، وكأن فيه حاجة عاوزاني أروح هناك بأي طريقة، حاولت أتجاهل الأصوات بس كنت بتزيد يوم بعد يوم وبطريقة مخيفة..
ومن كتر الكوابيس اللي كانت بتهاجمني في الأيام دي قررت في النهاية أروح واشوف فيه ايه، خاصة اني كنت قارئ ان فيه رسايل بتوصلنا من العالم التاني ومينفعش نتجاهلها بأي طريقة، وعلى بالليل مشيت ناحية المق1بر وانا جسمي كله بيتنفض من الخوف، وأول ما دخلت لنص الشارع سمعت النداء من تاني