رواية اطلع برا يا فاشل رائعه جدا
رواية اطلع برا يا فاشل رائعه جدا
حاول تذكر شكلها ولكن لم تسعفه ذاكرته لأنه أول مرة قابلها بها كان حين انفصل عن آية ولم يكن ينظر أمامه وثاني مرة حين فقد الوعي أمامها يا له من حظ!
أما آخر مرة فكانت حين أعطته الحقنة وهو لم يرها جيدا بسبب تعبه.
فكر على أية حال لا يمكن أن يهمه شكلها هى مجرد غريبة بالنسبة إليه كما أنها قريبة صديقه وعليه إحترامه وإحترامها، عند هذا التفكير توقف عقله ونام أخيرا.
بمرور الأيام كانت ملك تأتي لتعطيه أدويته وكان عليه الإعتراف أنها هادئة حقا لدرجة أنه يمكن أن يظن أن لا صوت لها لولا سمعها تحدث عمر!
لم تكن جميلة بالمعنى التقليدي بعيون بنية وبشرة بيضاء وملامح رقيقة ولكنها كانت جذابة مع حجاب يضفي عليها وقار يلائمها ولم توجه له أي كلمة أثناء الأيام التي اعتنت به فيها.
حين شفى وفي آخر يوم لها قال له بصوت هادئ: شكرا ليكِ.
نظرت له پlړټپlک وأحمر وجهها وقد قالت بصوت منخفض: الشكر لله ده واجبي.
غادرت بعدها فورا وقد أراد حازم الضحك لأول مرة منذ فترة طويلة على مظهرها المحرج والخجل منه.
أقبل عمر عليه ووقف بجانب سريره فتطلع له حازم: في حاجة يا عمر ؟
قال عمر پټۏټړ: فيه حد عايز يقابلك.
عقد حازم حاجبيه بحيرة: مين؟
ظهر شخص على الباب فنظر له حازم وقد اتسعت عيونه بشدة وأعتدل في جلوسه وهتف بدهشة: أنتِ؟
رواية اختيار حازم الفصل السادس
نظر حازم بذهول لوالدته التي تقف أمامه وعلى وجهها علامات الحزن والتعب، عيناها حمراء دليلا على كثرة البکاء وتظهر فيهما اللهفة له بشدة.
أقتربت منه بسرعة وهى تفتح ذراعيها لتعانقه إلا أنها توفقت مكانها بصد@مة حين رفع يده ليوقفها مكانها.
قال ببرود: حضرتك عايزة إيه ؟
رمشت والدته عدة مرات بعدم استيعاب أما عمر فنظر لحازم بدهشة ثم قال پټۏټړ: طب أنا هسيبكم لوحدكم.
رفع حازم عيونه لعمر يقول بحدة: خليك هنا، مفيش داعي هى أكيد مش هتفضل كتير.
أنبه عمر بحدة: حازم!
امتلأت عيون والدته بالدموع وقالت پحژڼ: أنا عارفة يا بنى أنك زعلان مني بس بالله عليك اسمعني طب حتى خليني أقعد معاك شوية أنا عرفت أنك تعبان وجيت اطمن عليك.
التمعت المرارة بعينيه بقوة: كتر خيرك والله أنا الحمدلله بقيت كويس ومش تعبان خفيت من زمان، شكرا أنك افتكرتيني أساسا.
اجه.شت والدته بالبکاء: متعملش فيا كدة بالله عليك.
ضم شفتيه بقوة ثم قال بحنق: أنتِ جاية ليه؟ أنا عايش أهو وكويس، ارجعي البيت قبل ما يعرف أنك هنا أكيد هو ميعرفش أنك جاية هنا، أنتِ محاولتيش تدافعي عني وهو بيطردني ودلوقتي متحاوليش تعملي حاجة مختلفة
أنا مش محتاج لكم ولا عايزكم أنا نسيت أني عندي عائلة.
غادرت والدته الغرفة باكية پحړقة شديدة بينما وقف أمامه عمر يقول بعتاب: ليه عملت كدة؟ أنت عارفة قد إيه هى كانت قلقانة عليك وأنها مفيش في أيدها أي حاجة تعلمها.
تطلع إليه حازم پحړقة ولدهشة عمر دمعت عيون حازم وأنهمرت دمعة على خده: أنت متخيل أنها سهلة عليا ؟
لما كنت واقف قدامه لما طرد'ني أنا مفرقش معايا أي حاجة غير أنه ساعتها هى تدافع عني، أنا عارف أنها مش في أيدها تعمل حاجة بس على الأقل كانت تقول إي حاجة مش تسيبني أمشي كدة، كل يوم بيعدي عليا كنت بفكر فيها وفي أخواتي، كان نفسي تحاول علشاني مرة واحدة
انخفض صوته وبكى بقهر: مرة واحدة بس!
حدق إليه عمر پحژڼ وهو لا يدري ما يقوله ليواسيه فربت على كتفه بصمت وتركه يخرج ما في قلبه.
أيقن حازم أنه لا يمكن أن يستمر في حياته بهذا الشكل عليه أن يستجمع نفسه وينهض ليكمل نضاله في إيجاد حلمه.
أول شي فعله ترك عمله كعامل ثم وجد عمل كنادل في مقهى، مع الوقت كان يساعد مدير المقهى دون أن يشعر بإقتراحاته فى الإدارة والتنظيم حتى يصبح المقهى مكان أفضل ووجد نفسه يحب هذا العمل حقا حتى أنه كان يقدم للزباپن طلباتهم بابتسامة مرحبة لا تغيب.
بدا أنه حقا يتجاوز جميع الأزمات التي مر بها وقد كان مديره راضي عنه وعن عمله نظرا لأن المقهى لم يكن بحالة جيدة حين أتى حازم للعمل به ولكن حين بدأ يعطي اقتراحات للمدير عن كيف تطوير المقهى وجذب الزبائن، زاد عدد الزبائن بشكل ملحوظ.
الأمر الغريب كان أنه يرى ملك ابنة عم عمر بشكل أكثر حيث أنه قبل مرضه لم يمكن يعرف بوجودها والآن هو يراها بشكل شبه يومي سواء في شقة عمر أو عن طريق الصدفة حين يلتقيان على السلم ويكون هو يصعد وهى تهبط أو العكس.
كانت الأمور تسير بشكل حسن بالنسبة له إلا أن ما يؤرقه ڈم ..ا هو والدته والتفكير بها وبتصرفه حين أتت به آخر مرة، ورغم كل ما قاله كان يشعر بالاشتياق الشديد لها ولإخوته ولكنه كتم هذه الرغbة فى نفسه.
كان عائدا من عمله حين وجد شقيقته تنتظره أمام باب عمارة عمر.
قال بدهشة: نور!
كانت نور شاردة وانتبهت حين نادى حازم عليها، تجمعت الدموع في عيونها قبل أن تركض المسافة القصيرة بينهما وتعانقه بقوة.