اليتيمه
اليتيمه
انت في الصفحة 9 من 9 صفحات
وباليوم التالي جمعت بينهما صدفة، كانت تضع البرتقالة على مكتبه فاستوقفها قائلا: “أأنتِ من يضع لي البرتقال يوميا، ومن أين لكِ أن تعلمِ أنها (البرتقالة) المفضلة بالنسبة لي؟!، وثانيا بعدما أخرج من يده الورقة (المرسوم بها وجهه) التي وقعت منها، أجزم أنكِ مغرمة بي سرا؟!، إنني أحب خطيبتي أبعد مما تتصورين، أتختبرين إخلاصي؟!، أطمئنكِ فإنني مخلص لها ولن أنظر
لغيرها لذلك أأمركِ بأن توقفي كل حركاتكِ للإيقاع بي، لأنها لن تفلح معي، يمكنكِ الرحيل ولكن أحذركِ إن تكرر منكِ شيئا مماثلا ستتحملين كل العواقب الوخيمة ولن أعفو عنكِ حينها”.
كل ذلك الكلام الموجع لقلبها ولكنها مازالت صامتة لا تتحدث عن وجعها إلا دموعها؛ وكان أغرب شيء أنه بنفس اليوم جمعت بين ثلاثتهم صدفة وجودهم جميعا بالمصعد، حبست الفتاة المسكينة دموعها ولكن أختها تعمدت إثارة جنونها وشغفها بمن تحب، فأخذت تداعبه أمامها، وكانت هناك نظرات منذرة بالشؤم من أختها تدل على أنها ما تزال تكن لها المزيد من المشاكل…
وما إن انشغل صاحب العمل بموظفيه ومجموعته حتى ذهبت الأخت إلى الفتاة تحذرها على أمل أن تعرف منها حقيقة كونها بالشركة، تطور الكلام بينهما حتى لطمتها بصفعة على خدها كعادتها التي تعودت عليها منذ الصغر، ولكن الفتاة لم تعد تتحمل أكثر من ذلك فردت إليها الص-فعة، ولكن كانت سيئة الحظ فلم تتحمل أختها الص-فعة حتى سقطت وارت-طمت رأسها بحافة ح-ادة، وقتها كان صاحب العمل صدفة مارا فشاهد كل ما حدث، كانت الفتاة تنـ،ـزف د,ما من فمها إثر الل-طمة ولكن خطيبته ساقطة على الأرض دون أن يتفوه بكلمة واحدة حملها بين يديه وأسرع بها إلى
المستشفى، أول ما اطمئن عليها أرسل في طلب موظفته التي تثير المشاكل والتي تجرأت على رفع يدها وإصابة من يحب بمكروه…
صاحب العمل: “لن أغفر لواحدة مثلكِ تسببت في أذ-ية حبيبتي، ما دوافعكِ التي جعلتكِ تؤذ-ينني في الإنسانة الوحيدة التي أحبها، ادعِ من الله أن تسترد عافيتها قريبا وإلا لن أرحمكِ؟!”
الفتاة: “أنا لم أضمر لها أي حقد في قلبي هي من لطمتني أولا”.
صاحب العمل: “إنها حقا طيبة القلب ولا تؤذي أحدا مهما فعل معها، أنت قلتِ لنفسكِ عندما فشلتِ في كل محاولاتكِ لجذب انتباهي تجاهكِ أفضل شيء أن يخسر حبيبته”.
الفتاة: “سيدي هل أنت متأكد بأن هذه السيدة هي حبيبتك الحقيقية؟!”
صاحب العمل: “وبأي حق تسألينني سؤالا مثل ذلك؟!”
الفتاة: “أتساءل حقا إن كانت عيناك قد شفيت يا سيدي”.
صاحب العمل: “ماذا تقصدين؟!”
الفتاة: “ما يراه كل منا بقلبه هي الحقيقة الكاملة أما ما يراه كل منا بعينيه ما هو إلا مجرد عرض”.
صاحب العمل: “اخرسي ولا تنطقي بكلمة أخرى، ولا تجعليني أراكِ بأي مكان مجددا وإلا ست-ندمين ند ـ،م لم تندميه يوما”.
رحلت الفتاة عن عالمه نهائيا، عادت إلى المدرسة لتعمل بها ليست كمدرسة رسم ولكن كخادمة، لقد كان قلبها جريحا مازال ين.زف د,ما ودمعا، وبيوم زفافه دق جرس هاتفه ليكشف عن حقيقة قلب فتاة مسكينة طيبة القلب أحبته لشخصه ولم تحبه لماله ولا سلطانه، لقد استعاد وعيه وأول شيء فعله اتصل على صاحب عمله وقص عليه كل شيء؛ ند ـ،م على كل ما فعله مع حبيبة قلبه الأصلية ولكنه لم يكن له ذ.نبا في ذلك.
اتصل بالشرطة وبلغ عنها، وبيوم زفافها تم القبض عليها لمحاكمتها ونيل جزائها، حمل في جيبه الخاتم وتذكر حلم حياة الفتاة الوحيد وهو أن تصبح مدرسة رسم وتذكر النزهة عندما خرجا سويا لتذهب به إلى المدرسة، لقد كان حينها أعمى ولكنه كان متذكرا لكل تفصيلة صغيرة، وبالفعل تمكن من الوصول وبرر لها كل ما فعله معها، وطلب منها الزواج ووافقت، وعوض كلا منهما الآخر عن كل القس-وة التي رآها بحياته يوما بكل الحب الذي يحملانه لبعضهما البعض.
تمت