رواية جوازة ابريل بقلم نورهان محسن
رواية جوازة ابريل بقلم نورهان محسن
حافة كأسه فوق ال ب. ار ممسكا سي بين أصابع يده الأخرى وبصره شاردا في الفراغ فالټفت شفتا خالد بضجر ثم سأل مرة أخرى بنبرة ذات مغزى بتفكر فيها مش كدا!
امتص باسم رحيقها بجمود ثم سأله ببرود متظاهرا بعدم معرفته دون النظر إليه قصدك مين!
ارتفع حاجب خالد ساخرا لأنه يفهمه أكثر من أي شخص آخر فهو ليس مجرد صديق له أنه صندوقه الأسود هاتفا بثقة اللي جت في بالك .. بس انت اللي مش عايز ترسي نفسك علي بر
تابع باسم حديثه بتشتت ولمحات من الماضي تمر في ذاكرته بس لفت سنين ورجعتلي تاني من نفس الطريق .. لدرجة انها جابت اهلها وسكنوا في نفس الكومبوند وطبعا الكل انبسط .. ما عيلتنا وعيلتها كانوا اصحاب من زمان .. وكنا متربين مع بعض كانت هي قد اختي كارما وانا اصغر منها بأربع سنين ..
ادار باسم رأسه إلى الجانب يجول بنظراته في الفراغ وعاد ذهنه إلى تلك الذكرى السيئة كما لو كانت بالأمس ثم تنهد ساخرا وهو ينظر إلى كأسه الخالى فلم يعد شيء يجدى معه نفعا ثم همس بنفس الجمود لكنه يشعر بالندم يحتدم في أعماقه الاستخفاف بحبي ليها اللي كان باين اوي في كلامها ليا صدمني .. وخلاني غلطت كتير في حق ناس
زفر خالد الهواء بقوة فكل واحد منهم يعاني بداخله كثيرا ولا يفصح عنما به إلا قليلا ليعاود النظر إليه بجدية وقال بنبرة هادئة لعله يثنيه عما يفكر به صدقني والله حاسس بكل اللي جواك .. بس ذنبها ايه رزان تدخلها في مشاكلك!
إحتسى من الكأ س أمامه مجعدا حاجبيه من الألم ثم أردف بهمس السنين اللي فاتت الكل بيحطولي اعذار..
الكلمة الأخيرة نطقها بمرارة ماسحا فمه بإبهامه يزيل بقايا الشراب اللا ذع الذي يضاهى إحساسه الداخلي كل ما يعلمه أنه منزوع من الشعور بالحياة وما فيها منذ تلك الحا دثة المشؤ ومة ثم اختفى صوته ولم يستطع الكلام متساقطة دموعه من مقل عينيه معلنة هزيمته وضعفه وعجزه ومدى الذنب الرهيب الذي يحمله على عاتقه سنوات عديدة من عمره ثم استطرد بصعوبة عارف انهم كانوا بيقولو كدا عشان امر من ازمتي .. بس برده مش قادر ابرر