قصة الطبيب إجراء عملية فورية لأحد المرضى
قصة الطبيب إجراء عملية فورية لأحد المرضى
انت في الصفحة 3 من 3 صفحات
قال القرد: إن الطب علم وفن وليس معطفا أبيض فقط… فال الثعلب إذا مرضت أيها القرد فتعال إلي وسوف ترى الطب الحقيقي عندي… وانطلق الثعلب وقابل صديقه الذئب وقال مبتسمًا: ألم تر طبيب الغابة الجديد؟ فردّ عليه الذئب منافقا: نعم أراك أيها الثعلب الصديق الطبيب وأنت ترتدي ثوب الأطباء الجميل، لو كان الأمر بيدي لجعلتك كبير أطباء الغابة، ومن ساعتها انطلق الذئب في الغابة يروي حكايات كاذبة عن مهارة الثعلب في الطب، وكيف استطاع علاج كثير من الأمراض التي حيرت غيره من الأطباء، وأنه يصف الدواء البسيط فیشفي به المرضى.
وطبعا بعض الحيوانات خدعها كلام الذئب، ومن هؤلاء الخرتيت الذي قال: سوف يكون الثعلب هو طبيبي المفضل، وقالت الغزالة: لن اذهب لطبيب غير الثعلب… لكن القرد قال: إني لن أذهب إليه أبدًا فما أعلم عنه علمًا في طب أو غيره، فقال الذئب: أيها القرد أنت تبغض الثعلب وتحسده، ولذلك لا ترید أن تعترف به طبیبا، فرد القرد: يعلم الله أني لا أحسده، وإنما أريد أن أعرف أين ومتى تعلم الطب ؟ وهو لم يغادر الغابة، ولم نعلم عنه أنه تدرب على يد أحد من أطباء الغابة لاقتنعت به وفرحت به ؟ فقال الذئب: إنما هو طبيب بارع وإن هذه موهبة، وهنا قال القرد: فلیكن ولکن لن اتعالج عنده أبدًا.
و بمرور الایام خصص الثعلب مكانا في بیته لیستقبل فیه مرضی الحيوانات، وأحضر بعض الأعشاب من الغابة وبدا يعطيها لكل من أتاه شاكيا، مدعيا بذلك أنه قد توصل إلى تشخيص مرضه وهذا العشب سيعالجه…وذات صباح أستيقظت الحيوانات على زئير الأسد وصوته المرتفع وهو يتالم ويقول لمن حوله: هاتوا الطبيب، الألم سيقتلني، فأسرعت الحيوانات إلى طبيب الغابة الجديد وهو الثعلب وصاحوا به: أيها الثعلب الطبيب الحق الأسد فإنه في ألم شديد… وخاف الثعلب أن ينكشف عجزه في الطب، لكنه لم يجد مفرًا من الاستجابة لطلبهم، وتوجه معهم مباشرة إلى بيت الأسد وهو يرتعد من الخوف… وفي الطريق قابله الذئب فقال له: أين تذهب يا صديقي الثعلب بصحبة الحيوانات ؟ فقال الثعلب: إني ذاهب لعلاج الأسد، فقال الذئب بلهجة لا تخلو من السخرية: لا تنس أن تعطيه العلاج المناسب، فرد الثعلب وقلبه يسرع في دقاته: بالطبع.
دخل الثعلب وهو يرتدي معطفه الأبيض على الأسد الذي كان هائجا ويتوجع بشدة، ولما وقعت عين الأسد عليه صرخ في وجهه: هيا أعطني شيئا يخفف آلامي، قال الثعلب: حالًا يا سيدي الأسد، ارتبك الثعلب ولم يدر ماذا يفعل، وأيقن الآن أن كذبه وخداعه للحيوانات قد يكلفه حياته، وأن هذا الأسد الهائج قد يقتله، وقد ينفس عن غضبه بقتله، حينئذ تمنى لو أنه اعترف بالحقيقة، ولكن الوقت متأخر، وماذا سيفعل الآن ؟… استيقظ الثعلب من تفكيره على صراخ الأسد وزئيره، وأخذ يبحث في أعشابه فالتقط بعضها وأعطاها للأسد… تناول الأسد أعشاب الثعلب فما زادته إلا الما على المه، فزاد هياجه وصراخه … وهنا دخل الفيل إلى بيت الأسد ومعه طبيب حقيقي من أطباء الغابة، أسرع الطبیب نحو الأسد وکشف عليه وأعطاه العلاج المناسب، وبمرور بعض الوقت بدأ الأسد يشعر بالراحة…في هذا الوقت حاول الثعلب أن يتسلل خارجا من البيت، ولكن الاسد رآه فامره بالبقاء حتى پتحری عر أمره.