الإنعكاس بقلم سلمى ناصر
الإنعكاس بقلم سلمى ناصر
سابهُم ونِزل للجامع، بعد ما كَسر نِفس بنتُه وعاملها بقسوة مُخالف كلام ربنا ورسولُه انُه يستوصيّ بِهم خيرًا ويعاملهُم بالرِفق والليَّن، نزل للجامع بكُل سَطحية، ودا نموذج من الشخصيات الااذدواجية القاسية، اللي عايشة وسُطنا، مستخبية ورا إطار الشيخ المُسالم اللي بيصدرها لغيُره، بالنقيض تمامًا مع رجال دينَّ تستحق كلمة شيخ مُسالم ومُتدين فعلًا..
إنما "يـثربّ" قعدت تعيط من ورا الباب بخوف وهي شايفة الضوء بيقل وهيقطع خالص وتبقي في عَتمة، وترجت امُها اللي بتكلمها عشان تخفف عنها وحدتها:
_ افتحيلي يا ماما أنا خايفة !
قُومت مرة واحدة من علي السرير، بعد ما صوت رن موبايلي صحاني من دوامة كوابيسي، وكانت "دهـب" اللي بتتصل، رديت عليها
_ اتأخرتي ليه؟ ولا رجعتي في رأيك؟
_ لأ أنا جاية، الطريق زحمة بس
_ طب أنا بعتلك اللوكيشن، وكتبتلك هنروح فين بعدها موافقة عادي ولا هترفضي.
فتحت الواتساب سريعًا وعرفت هيروحوا فين، ابتسمت، أنا هجرب كُل حاجة وهعيش الدُنيا اللي معرفهاش، أكدت عليها:
_ أيوة جاية.
_ دا ايه التغيرات الحلوه دي، حمدالله علي سلامتك.
قفلت معاها، أنا مِش هعيش الباقي من حياتي، اكرر عذاب 22 سنة تاني، لأ لحد كدا وكفاية،
مش هسمحلُهم ولا حتي لـ" فـارس" ،
قومت من علي السرير، بـ إصرار، وانا كُنت ناسية تمامًا حوار الشباك اللي في اوضتي دا، شباك صُغير بيبُص علي البلاكونة بتاعتنا في الصالة، بما أن بابا كان مانع يبقي في اوضتي اي حاجة بتبُص علي الشارع.. روحتلُه وفتحتُه ووقفت علي كُرسي التسريحة، وطلعت ونطيت منُه..
بقيت جوا البلاكونة نفسها، فتحتها براحة جدًا وبصيت برا، ملمحتش مامـا ولا "فارس" تقريبًا مشي، خرجت بتسحب زي الحرامية، لحد ما وصلت لباب الشقة، وماما كانت مشغولة في المطبخ، فتحتُه بس مقفلتوش عشان صوتُه.. ونزلت الشارع تاني بل وغيرت الاتجاه اللي همشي منُه، عشان مـ صادفهوش تاني، مع انُه مش ساكن في شارعنا بس للأحطياط.. واول ما وصل الاوبر ركبت عشان اروحلُهم، وانا فخورة بأني بقيت بـُرد جـُزء من شخصيتي الضايعة...
_ أنا مِش مَصدق هو انتي يـثربّ ولا خيال؟
_ دي حقيقة واحلا حقيقة يابني، كُنتي مخبية كُل دا ليه من الاول يابنتي.
أبتسمت بمُجاملة ليهُم، فـ جات "دهـب" قعدت علي الطرابيزة، وهي بتتكلم:
_ اكيد منستيوش يـثربّ يا جم١عة، بس انا انبسطت من تغيُرها دا جدًا وأنها قررت تبقي معانا.
_ بس قلعتي النقاب يعني؟