بعد ثلاثين عاما من الزواج أصبحت زوجته لا تروق له ولا تعجبه
بعد ثلاثين عاما من الزواج أصبحت زوجته لا تروق له ولا تعجبه
انت في الصفحة 6 من 6 صفحات
للأسف أصبحتُ لا أطيقها، ولا أشعر تجاهها بأي إعجاب، بل إنني أصبحت لا أريد سماع صوتها، حتى احترت في أمري، وخشيتُ أن أبقى على هذا الحال بعد الزواج، فيصير الأمر إلى الطلاق أو إلى ما حرَّم الله من علاقات والعياذ بالله!
أنا الآن لا أكلِّم زوجتي إلا قليلًا، وبالرغم من أني أعرف أنها طيبة، فإنني لا أشعر بالسعادة معها!
استخرتُ الله كثيرًا، لكني إلى الآن لم أصل إلى حلٍّ يريحني، فأنا أخاف أن أظلمها، وأخاف أن أظلمَ نفسي أيضًا، وأرجو نصيحتكم.
وجزاكم الله خيرًا.
الجواب:
الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:
أخي الكريم، إن مِن العجيب حقيقة أن ترى عيبًا ونقصًا ما يراه غيرُك ميزة وكمالًا، فمَن الذي لا يحبُّ من زوجته أن تتحبَّب إليه وتتقرَّب له بحسن الخلق؟ وبرغم أني فهمت ما تقصد مِن كون الأشخاص يتباينون في تفضيل بعض الصفات دون غيرها، فأحدهم مثلًا يفضِّل الزوجة المَرِحة والآخر يُحبُّها رزينة، وهكذا، فإني لا أجد ما ذكرت مبررًا لتلك المشاعر السلبية لديك، فالمرأة صفاتُها جيِّدة، والتفريطُ في مثلها قد يوقعك في ندامة، ثم إنه بإمكانك أن توجِّهها إلى ما تُحب فتطلب منها مثل ما طلبت.
أرى أن تُوازن بين الأمور، فلا تفرِّط في عدة صفات إيجابية مِن أجل صفة سلبية واحدة، واعلم بأن ذلك الذي تراه عيبًا قد تنتفع به مستقبلًا؛ حيث تكون الحاجة له ماسة، سواء أكان ذلك في علاقتها بك، أو في تربيتها لأبنائها.
وأقترِح عليك أن تختبرَ مشاعرك بعد البعد عنها، فلعلَّ النظرة تتبدَّل، فالقلوبُ بين يدي الرحمن يُقلِّبها كيفما يشاء.
فكما أن الشخص قد يُعجب لأول وهلة ثم ما يلبَث أن تتبدَّل تلك المشاعر لسبب أو آخر فقد يحصل العكس أيضًا.