الخميس 21 نوفمبر 2024

حكم تغميض العينين عند السجود

حكم تغميض العينين عند السجود

موقع أيام نيوز

حكم تغميض العينين عند السجود

الجواب وبالله التوفيق : ذهب جمهور الفقهاء - الحنفية والمالكية والحنابلة وبعض الشافعية - إلى كراهة تغميض العينين في الصلاة عموماً لقول النبي صلى الله عليه وسلم : (إذا قام أحدكم في الصلاة فلا يغمض عينيه) . رواه الطبراني في المعجم الكبير ( 11/34 ) من حديث ابن عباس رضي الله عنهما ، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد 2/83 : ( رواه الطبراني في الثلاثة ، وفيه ليث بن أبي سليم وهو مدلس وقد عنعنه). واستدلوا أيضا بأنه مظنة النوم . وعلل في البدائع : بأن السنة أن يرمي ببصره إلى موضع سجوده وفي التغميض تركها . والكراهة عند الحنفية تنزيهية . واستثنوا من ذلك التغميض لكمال الخشوع ، بأن خاف فوت الخشوع بسبب رؤية ما يفرق الخاطر فلا يكره حينئذ ، بل قال بعضهم: إنه الأولى . قال ابن عابدين : وليس ببعيد . قال المالكية : ومحل كراهة التغميض ما لم يخف النظر لمحرم ، أو يكون فتح بصره يشوشه ، وإلا فلا يكره التغميض حينئذ . واختار الإمام النووي : أنه لا يكره تغميض العينين إن لم يخف منه ضررا على نفسه أو غيره ، فإن خاف منه ضرراً كره . فقد قال رحمه الله تعالى في المجموع 3/ 314 : (والمختار أنه لا يكره إذا لم يخف ضرراً، لأنه يجمع الخشوع، وحضور القلب، ويمنع من إرسال النظر، وتفريق الذهن، قال البيهقي : وقد روينا عن مجاهد وقتادة أنهما كرها تغميض العينين في الصلاة، وفيه حديث ، قال: وليس بشيء) ا.هـ وكلامهم المذكور عام يشمل كل أحوال الصلاة من قيام وركوع وغيرهما ، ويدخل فيه السجود . وإن لم يتناولوه بالخصوص ، إلا أني وجدت الشافعية صرحوا بسنية فتح العينين حال السجود ، فقد جاء في بغية المسترشدين للسيد العلامة عبد الرحمن المشهور (ص 90) ما نصه : ( فائدة : قد يجب تغميض العينين في الصلاة كأن كان العراة صفوفاً، وقد يسنّ كما إذا صلى لحائط مزوّق، ويسنّ فتحهما في السجود ليسجد معه البصر اهـ نهاية. قال ابن قاسم : وقياسه سنة في الركوع ) اهـ . والخلاصة : فإنه يكره تغميض العينين حال الصلاة كما قال الجمهور ، وذهب الإمام النووي - كاختيار له - أنه لا يكره تغميض العينين إن لم يخف منه ضرراً على نفسه أو غيره ؛ لأنه أدعى للخشوع وحضور القلب ، فإن خاف منه ضرراً كره . وهذا يشمل القيام والركوع والسجود . ونص بعض الشافعية على سنية فتحهما في السجود ، فيختار المصلي ما هو أدعى لذلك بحسب حاله والأرفق به ؛ فإن الغالب أن في فتح العينين حال السجود نوع مشقة بسبب القرب من جهة الأرض . والأمر فيه واسع إن شاء الله تعالى . والله تعالى أعلم .